الجمعة، 8 يوليو 2011

شهادتى عن يوم الثامن من يوليو

فى البداية لابد أن نضع إطار لتحليل المشاهد التى أثارت إنتباهى فى الميدان اليوم

وفى هذا الخصوص يمكن الحكم من خلال إطارين

الإطار العاطفى والإطار العقلانى الموضوعى

فالحكم من خلال الإطار العاطفى لاشك سينال إعجاب الكثيرين حيث أن الصورة البديعة للأعداد التى ملأت الميدان اليوم تدغدغ العواطف

وتؤجج المشاعر الثورية لدى قطاع واسع من شباب الثورة الذين يحكمهم الحماس المفرط لكل قيم الحرية

أما الحكم من خلال الإطار العقلانى ربما يحبط كثيرين أيضاً

فقد شاهدت صورة حية مجسدة بشكل قوى للإنقسام الحاد بين القوى الثورية
التى كانت موحدة يوماً ما خلال الثمانية عشر يوماً الأولى من عمر هذه الثورة

حيث رأيت صراع المنصات والميكروفونات على أشده فهناك منصة للإخوان كانت هى الأكبر ، وهناك منصة لليبراليين ، حتى حزب الوفد الذى لم يكن يوماً ضمن من يمكن إعتبار مساهماتهم فى الثورة ذات قيمة كان له منصة هو الأخر بالإضافة إلى المنصة الرئيسية

أما عن صراع الميكروفونات فحدث ولا حرج ففى الوقت الذى كان يغنى فيه رامى عصام على منصة الليبراليين كان تغطى عليه أصوات المنشدين على منصة الإخوان وترد على الإثنين أصوات حمادة هلال فى أغنية "ولا وعملوها الرجالة " من منصة حزب الوفد

وفى رأيى أن الأغانى والأناشيد لا محل لها .. إذا كان النازلون للميدان راغبون فى تبنى قضية القصاص لشهداء الثورة
حيث لا يستقيم أن يسيطر هذا الجو الإحتفالى على يوم المفترض فيه أنه لتذكر الشهداء وتضحياتهم من أجل تغيير وجه مصر للأفضل

أما عن اللافتات فكل جماعة وضعت شعارها على اللافتات الخاصة بها وكأنها تحمى الملكية الفكرية أو تريد أن تثبت لنفسها وللأخرين أنها شاركت فى الفعاليات حتى وإن إنحصر ذلك فى لافتة لا تغنى ولا تسمن من جوع

وكم صعقت حين رأيت بعض الأحزاب الناشئة يوزعون منشورات دعاية حزبية لجمع أعضاء إستغلالاً للعدد المتواجد فى ميدان التحرير

كما لفت نظرى إنتشار الباعة الجائلين بشكل كبير بين المتواجدين وسط الميدان وفى أركانه

ولهذا كان قرارى بمغادرة الميدان سريعاً .. والرهان على الإعتصام والمعتصمين للحفاظ على الثورة حيث لم يتبق للثورة غيرهم

وخلاصة ما رأيت أن إجتماع اليوم ما هو سوى نسخة رديئة من أحد الموالد الشعبية فى أحياء مصر الريفية وضواحيها

كما أن هناك فصائل سياسية أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك أن هدفها الذى نزلت من أجله هو تجديد البيعة للمجلس العسكرى ومجلس الوزراء فى حين أن مظاهرات وإعتصامات اليوم لا تهدف إلا للضغط على هاتين الجهتين لتحقيق أهداف الثورة

وكما ذكرت حين قررت جماعة الإخوان المسلمين المشاركة قبل يومين فقط .. أن هناك مؤامرة على اليوم فقد حدث ما حذرت منه

ولو إستمر الحال هكذا .. أبشركم بأنه لم ولن تحدث أى إستجابة من أى طرف من أطراف الحكم فى مصر

هذه خلاصة ما رأيت اليوم وحكمى عليه بشكل موضوعى

فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمرى إلى الله