الأربعاء، 3 ديسمبر 2014

أنا أسف يا ريس ... الكلمة التى قالها إبراهيم عيسى لمبارك


نشرت صفحة "أنا أسف ياريس" أمس فيديو من برنامج إبراهيم عيسى على فضائية أون تى فى يشرح فيه ويبرر حكم براءة مبارك ويؤكد شهادته بأن مبارك لم يأمر بقتل المتظاهرين !!!







وبعد مشاهدة الفيديو فلنا عدة ملاحظات :

- أولاً : أستاذ إبراهيم عيسى يقول أن الحكم عنوان الحقيقة ، فأى حقيقة تلك التى يتكلم عنها بعد ما شهدناه من عمليات قتل وسحل للمتظاهرين فى يناير سواء بشهادة أعيننا التى ربما لم يرها هو فى الساعات التى تواجد فيها بالميدان أو ربما رآها ولم يذكرها دون أن نعلم سبب إمتناعه عن ذكرها

- ثانياً : إذا كان مبارك لم يأمر بقتل المتظاهرين فعلاً كما قال أستاذ ابراهيم عيسى إستناداً لحيثيات الحكم ، فلماذا لم يُقدَم قتلة المتظاهرين للقضاء ، ومن الذى أفسد أدلة الإتهام فى فيديوهات كاميرات المتحف المصرى أو بإفساد السى دى الذى كان يحمل تسجيلات المكالمات المتبادلة بين مبارك والعادلى والذى عوقب اللواء الذى افسده ببضع سنوات سجن فى مقابل ضياع حق مئات الشهداء وألاف المصابين ، ومن الذى ترك زكريا عزمى فى القصر الجمهورى يتلف مستندات الرئاسة التى تسجل كل شئ لمدة شهرين بعد الثورة ، ومن الذى ترك حسن عبدالرحمن يحرق أوراق ومستندات أمن الدولة التى تسجل كل شئ ، أضف إلى ذلك أن مبارك إن لم يكن قد أمر بقتل المتظاهرين فإنه لم يأمر بوقف قتل المتظاهرين ، وهذا كان من حيثيات الحكم الأول بأنه إمتنع عن أداء دوره الموكل إليه دستورياً بحماية المتظاهرين ممن يقتلوهم

- ثالثاً : من الحيثيات الرئيسية للحكم الذى يستند إليه أستاذ إبراهيم عيسى سنعرف أن سبب البراءة إجرائى بحت بسبب غياب دور النيابة الغائب حماية حق الشعب المنتهك الذى إمتنعت عن حمايته مما أضاع أوجه نظر الدعوى وأبطل حجيتها القانونية مما ألزم القاضى بإصدار حكم بالبراءة لعدم وجود وجه لإقامة الدعوى وهذا تسأل فيه النيابة ، وبالتالى فإن الحكم لا يعنى أن مبارك لم يصدر قراراً بقتل المتظاهرين ، بل معناه الوحيد والمنطقى أن النيابة امتنعت عن القيام بدورها وتجميع الادلة اللازمة لإثبات أن مبارك أمر بقتل المتظاهرين ، ولهذا فإن تجاهل هذه الحقيقة والحديث عن الحكم وحيثياته بإعتبار أنها تثبت براءة حقيقية لمبارك من تهمة قتل المتظاهرين غش وتدليس على جمهور الشعب الذى يشاهد ابراهيم عيسى

- رابعاً : كان الأجدى أن يطالب أستاذ ابراهيم عيسى النيابة بالإضطلاع بدورها وبحث الأمر حتى لا تضيع الحقوق التى تعلمنا أن نطالب بها ولا نسكت على إنتهاكها من مقالات أستاذ ابراهيم عيسى قبل الثورة ، بدلاً من الطنطنة على لحن اغنية سمجة وضعها ملحن جاهل مفادها نسيان الماضى بكل ما فيه والنظر للمستقبل وترك الحكم على مبارك للتاريخ ، فأى تاريخ هذا الذى يتسامح مع قاتل لشعبه سواء بالأمر المباشر خلال الثورة أو بسياساته الفاسدة التى زرعت المرض والفساد داخل اجساد ووجدان المصريين

- خامساً : إن تماهى وتماشى ابراهيم عيسى مع ميول النظام الحالى يثبت أنه قد غير قناعاته أو ربما دفع اليه ليغيرها وينادى من إقتنعوا بقناعاته السابقة بنسيانها وتغييرها أسوة به

وكلمتنا الأخيرة فى هذا الملف ، يكفى الأستاذ إبراهيم عيسى فخراً ، أن تستشهد صفحة مثل "أنا أسف ياريس" بكلماته ، وتنعته بلقب "المناضل الشريف" !!!

اللهم إنّا نسألك حسن الخاتمة